التغيرات المناخية ودورها في انتشار الآفات وأمراض النباتات الزراعية

التغيرات المناخية ودورها في انتشار الآفات وأمراض النباتات الزراعية

اليمن الزراعية العدد 21

يشهد العالم فصلا طويلا من فصول التغيرات المناخية منذ ظهور آثار الثورة الصناعية التي ألقت بظلالها السلبية على النباتات الطبيعية والزراعية على حد سواء.

وتتجلى مظاهر التغيرات المناخية في الاحتباس الحراري وما يرتبط به من جفاف وتصحر وتملح للتربة وفيضانات وأعاصير، وكذا تساقط الأمطار الحمضية كمظهر ثان وتآكل طبقة الأوزون كمظهر ثالث لها.

نكتب مقالنا هذا في شهر يوليو الحالي الذي اعتبره خبراء المناخ والبيئة أشد شهور التاريخ سخونة على مستوى العالم خصوصا اليوم الرابع والخامس والسابع منه،

هذا وقد توقع علماء المناخ والبيئة أن ترتفع درجة حرارة الأرض بحلول عام ٢٠٥٠ بمعدل درجتين مئويتين عن معدلها الحالي،

وبحلول عام ٢٠٥٠ الحار توقعت دراسة حديثة أجرتها منصة \”غلوبال سيتيزن\”، المعنية بقضايا المناخ ومواجهة الفقر، أن ٤٠ % من إجمالي المحاصيل الصالحة للأكل عالميا مهددة بالانقراض، نتيجة التغيرات المناخية،

وأوضحت الدراسة أنه \”إذا لم يتحسن الموقف قريبا في وضع حد للتغيرات المناخية، فقد لا تتوفر العناصر اليومية التي نعتمد عليها لإعداد فنجان قهوة الصباح\”.

مما سبق يمكن رصد أول تحد يواجه المحاصيل الزراعية ممثلا في انقراض ٤٠ % منها بسبب انتشار الأمراض والآفات الزراعية،

أما التحدي الثاني فيتمثل في تغير الحدود الجغرافية لانتشار الآفات والأمراض الزراعية بحيث لا يمكن مكافحتها محليا بل على الأصعدة الإقليمية والعالمية وما لذلك من ارتباط بالقرارات السياسية وتعقيداتها،

أما التحدي الثالث فيتمثل في زيادة وتغير الأمراض والآفات الزراعية وهو تحد خطير جدا؛ يحتاج إلى إعادة النظر في جميع الجهود العلمية والمعارف المرتبطة بها ومضاعفتها حتى تكتشف خبايا ومسببات وآثار تلك الأمراض والآفات لتزود الإرشاد الزراعي به،

والتحدي الرابع يتمثل في زيادة مستويات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي الذي ينبعث سنويا بمقدار ٣٠ مليون طن سنويا من المصانع ووسائل المواصلات حول العالم والتسميد بثاني أوكسيد الكربون ،ولما لذلك من ارتفاع في غلة المنتجات الزراعية، ولكن في المقابل انخفاض القيمة التغذوية للمحاصيل وانخفاض مستويات المغذيات الدقيقة بسبب التغيرات المناخية وتغير الآفات والأمراض والأعشاب الضارة، مما يؤدي في النهاية إلى إنخفاض غلة الإنتاج.

نشير إلى أن من تأثيرات التغيرات المناخية  تغير فترة النمو وسلامة الأغذية وخسائرها التي تسببها الفطريات مؤدية إلى السموم الفطرية أو البكتيريا وفي مقدمتها السالمونيلا، أما الأمطار الحمضية كمظهر آخر من مظاهر التغيرات المناخية فتنتج عن تفاعل بخار الماء مع ثاني أوكسيد الكبريت وينجم عن هذا التفاعل حمض الكبريتيد الذي يعمل على قتل اليخضور وتجريد النبات الزراعي من أوراقه الخضراء وبالتالي هلاك النبات الزراعي ومحصوله.

ومن ضمن التحديات تفاعل غازات أخرى في الغلاف الجوي غير الواردة في هذا المقال والتي تتسبب في القضاء على المحاصيل الزراعية،

ونخلص من هذا المقال إلى التوصية بضرورة التوسع في إنشاء المحميات الزراعية والبيوت الزجاجية لحماية النبات الزراعي من جميع الآثار السلبية للتغيرات المناخية وضمان زيادة غلة الإنتاج الزراعي.

د. يوسف المخرفي

أستاذ ورئيس قسم البيئة والتنمية المستدامة بجامعة ٢١ سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية

مقالات قد تعجبك