يوم واحد يفصلنا عن طلوع البشير اليماني ،ألا وهو : “نجم سهيل” وذلك فجر الخميس الموافق 24/أغسطس/2023 ،ويمكن رؤيته في جنوب الجزيرة العربية حتى منتصفها..
يستبشر سكان دول منطقة الخليج بطلوع نجم سهيل ؛لما له من أهمية عندهم لأنه علامة على اعتدال الجو في المنطقة، ولذا فهم ينتظرون ظهوره بكل شغف؛ حيث إن طلوع سهيل يؤذن ببداية التغير الفصلي وانتهاء رياح السموم، وانكسار حدة الحرارة تدريجياً في الليل؛ حيث يبرد الماء مساء، ويطول الليل ويقصر النهار، وتكون فرصة سقوط الأمطار قائمة بمشيئة الله تعالى، وقد قالوا عن طلوع سهيل: إذا طلع سهيل برد الليل وخيف السيل، وهو ما يعني أن ظهوره يعد علامة فقط على تغير المناخ ولكنه لا يؤثر على التغيرات المناخية وتكون فترة سهيل 52 يوماً من تأريخ طلوعه في 24 /أغسطس إلى تأريخ اختفائه في 15/ أكتوبر.
وقد ورد ذكر سهيل في أشعار العرب ،ومنها:_
* شعر مالك بن الريب التميمي، وهو يرثي نفسه ويصف قبره، وكان قد خرج مع سعيد بن عفان (أخو عثمان) لما ولي خراسان، فلما كان ببعض الطريق أراد أن يلبس خفه فإذا بأفعى فيه فلسعته فلما أحس بالموت أنشأ يقول:
وَلما تراءت عِنْد مرو منيتي
وخل بهَا جسمي وحانت وفاتيا
أَقُولُ لأصْحابي ارْفعوني لأنّني
يَقِرّ بِعَيْني أن سهَيلٌ بَدَا لِيا
ولشدة اهتمامهم به أيضاً ،فقد كانوا يتجادلون بطلوعه ؛لأنه يشتبه عليهم بنجم آخر يسبقه طلوعاً ويظنون أنه سهيل ،وهناك مثل شهير قادم إلينا من الجاهلية يقول: «حَضارٍ والوَزْن مُحْلِفان» ولذلك قيل حَضار والوزن مُحْلِفان لأنهما نجمان يطلعان قبل سُهيل فيظن النّاس بكل واحد منهما أنه سهيل فيحلف الواحد أنه ذاك ويحلف الآخر أنه ليس به»
وبالنسبة لليمن فطلوع سهيل يعتبر بداية تراجع رياح المحيط الهندي الموسمية ،وتحول موسم الأمطار من مناطق شرق اليمن إلى غربها ،والله أعلم.
أ/يحيى المريسي