يعتبر التعليم الزراعي احد اهم حلقات سلاسل القيمة الزراعية في العالم حيث يشغل الكثير من الأنشطة العلمية العملية والمجتمعية ومن ابرز مقوماته الى جانب العلوم الزراعية الحديثة هي استعادة الموروث الشعبي الزراعي والقيام بتفعيل دور المجتمع في تبادل الخبرات والمعلومات الزراعية التي توارثها الأجيال من الأجداد على مستوى مراحل العملية الزراعية من الحرث وحتى مابعد الحصاد
لو نرجع الى الوراء قليلا ونسال انفسنا لماذا غيب دور التعليم الزراعي في الأنظمة السابقة ؟ الجواب: لانهم يدركون جيدا مدى فاعلية هذا الدور لانه يتصف بالشمولية العلمية الزراعية جميع المجالات الاجتماعية – والاقتصادية فان فعل بالدور الممناط به ومتى ماتم الاهتمام به سيشكل خطورة كبيرة على سوقهم الاستهلاكية اليمنية لانه سيسهم في رفع الوعي المجتمعي واستعادة مهاراته وخبراته من جديد ومن خلال الاهتمام بالتعليم الزراعي سيسترجع المجتمع اليمني العادات والتقاليد المتوارثة عبر التاريخ الزراعي اليمني القديم التي اصبح فيها اليمن بيئة زراعية بأعلى مستوى من الخبرات المتعارف عليها بيئة زراعية متكاملة شملت كل المدخلات من أصول وراثية محلية وهي التي تحقق بها الاكتفاء الذاتي
ومن أدوار التعليم الزراعي يعمل كحقلة وصل متكاملة في تبادل الخبرات بين المهندسين الزراعين والمزارعين انفسهم والجمعيات الزراعية ومراكز البحوث والتعليم والمهني لخلق بيئة مجتمعية زراعية صناعية تبذل اقصى طاقتها وتحرك كل قدراتها في استغلال مواردها المتاحة وثرواتها الممكنة ببصيرة وعلى بصيرة مستمده من كتاب الله هنا سيتحقق النصر بتخفيض فاتورة الاستيراد تدريجيا بقدر حجم ومستوى الإنتاج المحلي وسيخرج هذا الشعب من التبعية والوصاية والاستعمار الاقتصادي الخارجي منطلقا في تغطية السوق المحلية ومتجها الى التصدير وهذه هي هويته الايمانية التي سيصل بها الى مجتمع واع ومتماسك يعتز بهويته واصالة قيمة يتمتع بالعدالة والحياة الكريمة جيلا بعد جيل .
عبدالرحمن الدانعي / مهندس اقتصاد وتعاون زراعي