خاص / الارتقاء
يتمتع المزارع اليمني بخبره في مجال زراعة وإنتاج الأعناب توارثها عن الآباء والأجداد منذ القدم وأدرك بفعل الممارسة الفوارق بين أصناف العمليات الزراعية كل صنف على حده وأبدع في إكثاره وتربيته على عرانش محددا المسافات الزراعية اللازمة وارتفاع العرانش فزرع الصنف العاصمي أكبر الأصناف حجماً على مساحة لبنتين للكوله وعلى عريشه ارتفاعها يتراوح بين 15-200 سم ويتم تقليمه على 4-6 اعقاد بينما تزرع الأصناف الأخرى مثل الأسود والرازقي والبياض على مساحة 0.5-1.5 لبنه وعلى ارتفاع يتراوح بين 60-120 سم ويتم تقليمه على 3-4 اعقاد.
استفاد المزارع اليمني من علم الفلك فتابع حركة النجوم واستنبط مراحل نمو محصول العنب ومواعيد تنفيذ عملياته الزراعية وهي كالتالي :
1- السقي ويسميها المزارعين (باللقاح) وتتم في النجم الحادي عشر والذي يوافق أواخر شهر يناير ينتظر المزارع إلى أن يبدأ ظهور الزغب على البراعم حيث تدل هذه الظاهرة على بدا حركة العصارة في النبات وتسمي عند المزارعين (بعتره العنب) ومده هذه العملية من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وقد تطول.
2- بعد ذلك يتم تقليم العنب (البقيس) وهي العملية الثانية ويتوافق تنفيذها مع موعد النجم السادس ويوافق النصف الثاني من شهر فبراير وهنا يبدأ العنب مرحلة نشاطه حيث يستدل المزارع على ذلك من خروج العصارة (الإدماع) أثناء التقليم وإذا لم يحدث الإدماع بعد التقليم فإن إجراء ريه ثانية تصبح ضرورية بعد التقليم مباشرتاً لدفع النبات على امتصاص الغذاء وإيصاله إلى البراعم ليتم تفتحها والأعناب المزروعة في الأرض الرملية الأعناب (العقر).
3- بعد ذلك تترك الأرض حتى تجف وتجري عملية قلب التربة تحت الكولة (الشغب-المروخ-الجهمة) بهدف التخلص من الأعشاب النامية.
4- عند وصول النموات الحديثة إلى طول 25-30سم يمكن إجراء عملية (التتريب) بهدف الوقاية من مرض البياض الدقيقي أو تنفيذ رشه وقائية بأحد المبيدات الفطرية بعدها تدخل شجيرات العنب في مرحلة الإزهار والتلقيح لفترة أسبوعين مع النجم السابع والذي يتوافق مع نهاية النصف الثاني من شهر ابريل وفيها تتوقف كافة العمليات الزراعية نظراً لحساسية الأزهار لأي فعل ميكانيكي قد يضربها وتسمى هذه المرحلة لدى المزارعين (بالهت).
5- يلي ذلك مرحلة عقد الثمار (اللزام) والذي يتوافق مع النجم الخامس ويتزامن مع بداية شهر مايو تمتد هذه الفترة أسبوعين تقريباً تجري خلالها عملية (الخلب) للصنفين الرازقي والبياض فقط حيث يتم فيها إزالة الأوراق القريبة من العناقيد وكذا الأفرع الضعيفة بهدف توفير التهوية المناسبة والسماح بدخول أشعة الشمس تفادياً لارتفاع نسبة الرطوبة والتي تساعد على انتشار الأمراض الفطرية كما تنفذ في هذه المرحلة عملية مكافحة للبياض الدقيقي (الذحل) بواسطة التعفير بالتراب أو باستخدام أحد المبيدات الفطرية بالإضافة إلى إعطاء ريه ثالثه في حالة عدم هطول الأمطار.
6- يدخل بعد ذلك العنب مرحلة (الكحب) موعد النجم الثالث والذي يتوافق مع نهاية شهر مايو وخلال هذه الفترة تأخذ فيها الثمار أشكال أصناف العنب وتتميز عن بعضها حيث يزداد حجمها بشكل تدريجي وتجري خلال هذه المرحلة عدد من العمليات الزراعية مثل قلب التربة وإزالة الأعشاب- الخلب للعاصمي والأسود- مكافحة البياض الدقيقي بالتتريب أو أحد المبيدات الفطرية.
7- إعطاء ريه حسب حاجة النبات لذلك وتمتد هذه المرحلة قرابة شهر ونصف وتترافق مع موعد (التوكاب) والذي يصادف شهر يونيو حيث تستمر الثمار في النمو لتصل إلى حجمها النهائي وفيها تحدث تحولات تدريجية في اللون والطعم وصولاً إلى النضج الكامل ومنها تكتسب الثمار الوانها النهائية وتصبح حلوه المذاق عند القطف حيث تتفاوت مده هذه المرحلة (التوكبه والنضج) طبقاً للأصناف فهي شهر ونصف بالنسبة للرازقي والبياض وتصل إلى شهرين وأكثر في العاصمي والأسود وخلال هذه المرحلة تتواصل العمليات الزراعية أهمها إعطاء ريه للأعناب في بدايتها تسمى لدى المزارعين بريه (التوكاب) وتجري عملية الخلب وتقليب التربة إضافة إلى تنفيذ أكثر من معامله بالتراب أو المبيدات وقد تصل عمليات التتريب 10-12 مره بينما المبيدات من 3-4 رشات.