الاستدامة المائية في اليمن .. تحديات وحلول

يواجه اليمن تحديات هائلة في مجال المياه، حيث تعاني من ندرة الموارد المائية وتدهور البنية التحتية المائية.
ومن أجل مواجهة هذه التحديات الملحة، يتعين علينا التركيز على تعزيز التوعية والتثقيف بشأن المحافظة على المياه، وتعزيز الوعي لدى المجتمع بأهمية استخدام المياه بشكل مستدام وفعال.
لتحقيق ذلك، يمكن اتخاذ عدة إجراءات جماعية وفردية لتعزيز التوعية والتثقيف في جميع أنحاء اليمن.
أولاً: ينبغي تنظيم حملات إعلامية شاملة تستهدف المجتمعات المحلية. يمكن استخدام وسائل الإعلام المختلفة مثل التلفزيون والإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر رسائل واضحة ومؤثرة حول أهمية المحافظة على المياه وضرورة استخدامها بحكمة.
ثانيًا: يجب أن يتم تضمين موضوع المحافظة على المياه في المناهج التعليمية في المدارس. يمكن تنظيم دروس وورش عمل تعليمية تركز على أهمية المياه وكيفية استخدامها بشكل مستدام. يمكن تشجيع الطلاب على تطبيق المعرفة التي يكتسبونها في حياتهم اليومية، ونشر الوعي بين أفراد أسرهم ومجتمعاتهم.
ثالثًا: ينبغي توجيه جهود التثقيف والتدريب للمزارعين والعاملين في قطاع الزراعة. يمكن توفير المعرفة والمهارات اللازمة لتحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة، بما في ذلك تقنيات الري الحديثة واختيار المحاصيل الملائمة. يمكن تشجيع المزارعين على تبني ممارسات مستدامة في استخدام المياه وتعزيز الاستدامة البيئية في القطاع الزراعي.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تشجيع المشاركة المجتمعية في جهود المحافظة على المياه. يمكن تشكيل فرق عمل مشتركة تضم المزارعين والخبراء والمجتمعات المحلية والسلطات المحلية للعمل سويًا على تطوير وتنفع استراتيجيات المحافظة على المياه وتنفيذها. يمكن تنظيم حملات توعوية مشتركة وفعالة، مثل أيام المياه الوطنية وورش عمل مجتمعية، لتعزيز الوعي وتبادل المعرفة والخبرات بين جميع الفاعلين.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز البحث العلمي والتكنولوجي في مجال الموارد المائية. يمكن توجيه الاستثمارات نحو تطوير تقنيات جديدة لإدارة المياه وتحلية المياه المالحة وتخزين المياه، وذلك لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المائية المحدودة.
في الختام، يتطلب تعزيز التوعية والتثقيف بشأن المحافظة على المياه تعاونًا شاملاً من جميع الفاعلين، بدءًا من الحكومة والمؤسسات ذات الصلة، وانتهاءً بالمجتمع المحلي والأفراد. يجب أن يكون العمل المشترك مستدامًا ومستمرًا، وأن يتم تحقيق تغييرات إيجابية في السلوكيات والعادات المرتبطة بالاستخدام المائي.
من خلال تعزيز التوعية والتثقيف، يمكن لليمن أن تسلك الطريق نحو مستقبل مستدام وتحافظ على مواردها المائية للأجيال القادمة.
*المسؤول الإعلامي لقطاع الري

المهندس – سامي اسماعيل الشعيبي*

مقالات قد تعجبك