العنب اليمني.. جوهرة زراعية تتحدى الزمن

4 ربيع الأول– 1446ه‍ الموافق 7 – 9 -2024

خاص/ الارتقاء

لطالما ارتبط اسم اليمن بالعنب، فمنذ القدم اشتهرت اليمن بزراعة أجود أنواع العنب الذي يتميز بمذاقه الحلو وطعمه اللذيذ وتنوع أصنافه. وقد حظي العنب اليمني بشهرة عالمية واسعة، لدرجة أنه أصبح رمزاً من رموز الهوية اليمنية.

تاريخ عريق

يعود تاريخ زراعة العنب في اليمن إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث استغل اليمنيون تنوع المناخ والتربة في بلادهم لزراعة مختلف المحاصيل الزراعية، وكان العنب من أبرزها.
وفي ممالك سبأ القديمة، برع اليمنيون في الزراعة وبنوا السدود والحدائق المعلقة لزراعة العنب والحبوب والنخيل.

أصناف العنب اليمني

تتميز اليمن بتنوع كبير في أصناف العنب، حيث يقدر عددها بحوالي 20 إلى 40 صنفاً، ولكل صنف خصائصه ومذاقه المميز، ومن أشهر هذه الأصناف:

الرازقي: يعتبر أجود أنواع العنب اليمني، ويتميز بلونه الأبيض ومذاقه الحلو.
العاصمي: سمي بذلك نسبة إلى زراعته في ضواحي العاصمة صنعاء، ويتراوح لونه بين البنفسجي والأحمر.
الأسود والأحمر: يتميزان بلونهما الداكن ومذاقهما الحلو.

مواقيت ومناطق زراعته

تعتبر محافظة صنعاء من أهم مناطق زراعة العنب في اليمن، حيث تنتج حوالي 80% من إجمالي إنتاج البلاد. وتشتهر مديرية بني حشيش بزراعة أجود أنواع العنب، وذلك لما تتميز به من خصوبة في تربتها ومناخها المعتدل.

ويبدأ المزارعون ف سبتمبر/ أيلول، بتجفيف، أصناف العنب الرازقي الأسود إلى زبيب، ويعتمدون على الطرق التقليدية في التجفيف.
فبعد أن ينضج العنب يتم قطفة وتنظيفه من الشوائب، ومن ثم تغطيس العنب في محلول من عدة مكونات، ومن ثم يتم فرد العناقيد بطريقة مرتبة وعرضها على أشعة الشمس، لمدة قد تستغرق شهرين”.

العنب في الاقتصاد اليمني

يعتبر العنب من أهم المحاصيل الزراعية في اليمن، ويشكل مصدراً رئيسياً للدخل للعديد من الأسر اليمنية. كما يدخل العنب في صناعة العديد من المنتجات الغذائية، مثل العصائر والمربى والخل.

و شجرة العنب الواحدة تنتج حوالي 25 كيلوغراماً، ويتراوح سعر الكيلوغرام لفاكهة العنب في الأسواق المحلية بين 500 إلى 800 ريال (الدولار الأميركي يساوي 600 ريال).

كما تنتج اليمن من العنب ما يزيد عن 163 ألف طن سنوياً، وتشير نتائج الإحصاءات الزراعية إلى أن زراعة العنب تحتل المركز الأول بين مختلف أصناف الفاكهة في البلاد، حيث يبلغ المتوسط الإجمالي للمساحة المزروعة ما يوازي 35 في المئة من إجمالي المساحة المزروعة للفاكهة.

وبحسب دراسات، تحتل محافظة صنعاء المرتبة الأولى في كمية الإنتاج، وتليها صعدة فمحافظة عمران. وتحتل اليمن المرتبة السادسة عربيًا من حيث إنتاج العنب بأنواعه، بحسب الدليل الاسترشادي لزراعة وتداول العنب، الذي أصدرته المنظمة العربية للتنمية في سبتمبر 2020.

جهود مجتمعية ومؤسساتية لدعم زراعة العنب في اليمن

شهد قطاع زراعة العنب في اليمن في السنوات الأخيرة تحولاً ملحوظاً بفضل الجهود المتضافرة من قبل مختلف الفاعلين. فإلى جانب الدعم الحكومي، لعبت المجموعات والمؤسسات والجمعيات الزراعية دوراً حيوياً في تعزيز هذا القطاع الحيوي.

حيث ساهمت المهرجانات والفعاليات الزراعية، في تسليط الضوء على التنوع الزراعي في اليمن، وخاصة زراعة العنب. هذه الفعاليات قدمت منصة لعرض منتجات المزارعين وتبادل الخبرات والمعرفة، مما ساهم في رفع الوعي بأهمية الزراعة ودورها في الاقتصاد الوطني.

كما قامت العديد من المؤسسات المحلية والمجموعات الزراعية مثل مجموعة الارتقاء يمن للتنمية الزراعية بتنفيذ مبادرات لدعم المزارعين، من بينها التسهيل للمزارع من خلال توريد الحراثات والحصادات وغيرها من الآلات الزراعية التي تخدم المزارعين، وتقديم التدريب والإرشاد الزراعي. كما قامت بتنظيم دورات تدريبية للمزارعين حول أحدث التقنيات الزراعية وكيفية مكافحة الآفات والأمراض.

مقالات قد تعجبك