تقرير/ محمد صالح حاتم
على ارتفاع يزيد عن 2500متر فوق سطح البحر تتربع محافظة صنعاء على سلسلة جبلية شاهقة تحيط بأمانة العاصمة صنعاء من جميع الجهات تحميها وتحرسها وتحتضنها بين جبالها،
تسورها بسور اخضر من القيعان والوديان والمدرجات الزراعية، تضفي عليها نوعاً من الجمال والبهجة، بل أنها متنفس ابناء العاصمة صنعاء، تمتاز بتنوع مناخها وتضاريسها ما بين جبال شاهقة مثل جبل النبي شعيب كأعلى قمة في اليمن وشبه الجزيرة العربية وجبل الطيال وجبل اللوز وغيرها، وقيعان فسيحة مثل قاع سهمان وقاع المنقب، ووديان زراعية خصبة مثل وادي الاجبار في سنحان ووادي السر في بني حشيش، هذا اكسبها التنوع في منتجاتها الزراعية بل وتفردها في بعضها مثل العنب واللوز والبن ولذا استحقت اسم سلة اليمن من العنب واللوز وفنجان اليمن من البن.
حول الزراعة في محافظة صنعاء وتضاريسها وتنوع محاصيلها تحدث مدير مكتب الزراعة والري بالمحافظة المهندس علي القيري صنعاء تشتهر بزراعة محاصيل زراعية استراتيجية ومنها الحبوب والبن واللوز والعنب مؤكدا أنها تمتلك مقومات زراعية كثيرة، منها تنوع مناخها الدافئ في معظم أجزائها على مدار العام باستثناء مرتفعاتها العالية فإنها تكون باردة في الشتاء وتضاريسها ما بين المرتفعات الجبلية والوديان والقيعان الزراعية. وهذا هو ميزها في تنوع محاصيلها الزراعية من حبوب وخضار وفواكه، ويؤكد المهندس القيري أن المساحة الصالحة للزراعة في محافظة صنعاء بحسب كتاب الاحصاء الزراعي للعام 2020م، اكثر من 136 الف هكتار والمساحة المزروعة 122848هكتاراً، موزعة على :
الحبوب 29228 هكتاراً، والخضروات 5707 هكتارات، والفاكهة 18973 هكتاراً، والبقوليات 10398هكتاراً، والمحاصيل النقدية 11645 هكتاراً، والقات 40611 هكتاراً، ويشير مدير عام مكتب الزراعة أن هذه الاحصائيات قديمة، ويعتقد ان هناك تغيرات كثيرة في الإحصائيات خاصة في الحبوب والمحاصيل النقدية وكذا الفاكهة.محصول اللوز
ويؤكد القيري أن محافظة صنعاء تكاد تكون هي المحافظة الوحيدة التي تتواجد فيها أشجار اللوز وبنسبة تصل إلى 99% ،نظرا لمناخها المناسب لنمو هذه الشجرة والتي تحتاج إلى برودة ليكون انتاجها غزيراً ووافراً، اذا زرعت في الاراضي الهامشية، بعكس زراعتها في الاراضي الخصبة، مبينا أن المساحة المزروعة باللوز بحسب كتاب الاحصاء الزراعي للعام 2020م بلغت 7076 هكتاراً، وكمية الإنتاج 12392 طنا وبنسبة تصل إلى 99% من المساحة المزروعة وكميات الإنتاج في اليمن، واضاف : ” أن اول ما زرعت شجرة اللوز في اليمن في منطقة خولان في جبل اللوز وجبل بني جبر وبعد ذلك انتقلت الى بني مطر وجزء من الحيمة الداخلية وجزء من الحيمة الخارجية، ، وينصح بأن يتم في زراعة اللوز في الأراضي الهامشية والأراضي الذي يسموها المزارعون انهم يستصلحوها من جديد على جوار الأراضي الخصبة وأنه لا يوجد جمعية زراعية متخصصة باللوز، مؤكدا أنهم سيقومون بإنشاء جمعية زراعية متخصصة في القريب العاجل، بهدف حماية وتنمية شجرة اللوز، وأن تعنى بتسويق اللوز وتكون لسان حال مزارعي اللوز “.اللوز المستورد
ويشير القيري أن مزارعي اللوز يشتكوا من خطر اللوز المستورد والذي يؤثر على اسعار اللوز المحلي، مؤكدا أن هذا سيؤدي لعزوف بعض مزارعي اللوز و قلع هذه الشجرة في بعض الأحيان نتيجة لانخفاض اسعار اللوز , ويقول القيري أنهم تلقوا عدة رسائل وشكاوى من مزارعي اللوز والذي بدورهم وعبر محافظ محافظة صنعاء تم توجيه مذكرة الى اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري ممثلة في الإدارة العامة للتسويق على أساس منع استيراد اللوز الخارجي..
زراعة العنب
وعلى غرار محصول اللوز تشتهر محافظة صنعاء بزراعة وانتاج اجود انواع العنب، حيث بين المهندس القيري أن محافظة صنعاء تشتهر بزراعة محصول العنب والذي يعد من المحاصيل الاستراتيجية فيها وخاصة مديرية بني حشيش والتي تعد سلة عنب اليمن ، وجزء من مديريات سنحان وخولان والطيال، مبينا أن المساحة المزروعة بالعنب في محافظة صنعاء بحسب كتاب الاحصاء الزراعي للعام 2020م بلغت 9076 هكتاراً، وكمية الإنتاج 104076 طنا بنسبة 95% من مساحة وانتاج اليمن من العنب , موضحا أن مزارعي العنب يعانون من إصابة هذا المحصول ببعض الامراض التي يصعب على المزارعين مكافحتها واهمها هو مرض البيض الزغبي الذي ينتشر بشكل سنوي ويؤثر على محصول العنب ويبين القيري ان هذا المرض يزداد مع الرطوبة وعند تساقط كمية كبيرة من الامطار.
واكد أنهم خلال هذا العام سيقومون بمخاطبة وزارة الزراعة ممثلة بقطاع الخدمات لاتخاذ الإجراءات اللازمة والاستعداد المبكر لمكافحة هذا المرض والعمل على توفير المبيدات عن طريق الوزارة وبمشاركة مجتمعية للتقليل من الخسائر التي يتكبدها المزارعون كل عام.وقال: “إن الارشاد والتوعية للمزارعين هام جدا، وهو ما يحتاج الى تكثيف نزول المرشدين الزراعيين وعمل مدارس حقلية مع الإدارة العامة للإرشاد الزراعي ومكتب الزراعة بمحافظة صنعاء ووقاية النبات على أساس ان يكون هناك مدارس حقلية في مديرية بني حشيش اكثر مما كانت عليه في الاعوام الماضية ان شاء الله.
الزبيب المستورد
ويوضح مدير عام مكتب الزراعة والري أن محصول العنب يتم تجفيف جزءاً منه وتحويله إلى زبيب، والذي يعد مصدر دخل رئيسي للمزارعين في بني حشيش بالذات ، مؤكدا ان مزارعي بني حشيش رفعوا بشكاوى لمحافظ المحافظة من تدني سعر الزبيب بسبب غزو الزبيب الخارجي المستورد، بالإضافة لتحكم التجار في اسعار الزبيب، مؤكدا أن هذا سيؤدي لقلع شجرة العنب والتوجه نحو زراعة شجرة القات والتي تهددها بشكل كبير.محصول البن
يشير مدير عام مكتب الزراعة والري أن محصول البن جمع بين الاستراتيجية والهوية اليمنية والذي تشتهر محافظة صنعاء بأنها صاحبة الامتياز من حيث المساحة وكمية الإنتاج، وتتربع على عرش المحافظات اليمنية المنتجة للبن، وتبلغ المساحة المزروعة بالبن 11604 هكتارات، وكمية الإنتاج 7986 طنا، بحسب نفس المصدر السابق ، موضحا أن المناطق الهامة في محافظة صنعاء هي المديريات الغربية مثل صعفان ومناخه والحيمة الداخلية والخارجية وجزء من بني مطر، ويقول : القيري إن محصول البن يحتاج إلى التفاتة كبيرة للحفاظ عليه وتنميته رغم الجهود التي تبذلها اللجنة الزراعية والسمكية العليا الا انها تحتاج إلى تنفيذ على ارض الواقع، وكذلك تعديل قوانين وتغيير سياسات على أساس تطوير من إنتاجية البن وايجاد أسواق خارجية جديدة الى جانب الاسواق المحلية محلية، مؤكدا على دور التجار في الحفاظ على سمعة البن اليمني، ومنع استيراد البن الخارجي.مديريات نموذجية
وعن اختيار جميع مديريات صنعاء مديريات نموذجية اوضح علي القيري أن اللجنة الزراعية كانت قد اختارت مديرية بني مطر مديرية نموذجية نظرا لتنوع مناخها ووجود فرسان تنمية ،ولكن السيد المجاهد عبد الباسط الهادي محافظ المحافظة وجه بان يتم إنشاء اربع جمعيات في قطاعات المحافظة الاربعة، و120 جمعيات تنموية في محافظة صنعاء، وهذا ما جعلنا نعلن ان جميع المديريات نموذجية، ويشير المهندس القيري أن مؤسسة بنيان كان لها دور كبير في تأهيل و تدريب فرسان التنمية من خلال عمل ورش ودورات نتج عنها 2200 فارس تنمية في محافظة صنعاء.. لافتا أن عدد المبادرات المجتمعية التي تم تنفيذها في محافظة صنعاء العام الماضي بلغت 800مبادرة في مختلف المجالات الزراعية،الجمعيات التعاونية
وعن دور الجمعيات التعاونية الزراعية يشير مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة صنعاء أن الجمعيات التعاونية ساهمت بشكل كبير في التوسع في زراعة الحبوب حيث أصبحت الجمعيات هي الركيزة والوجهة للمزارعين لتوفير ما يحتاجونه من البذور، مؤكدا أن القطاعات الأربعة مكتفية تقريباً بصورة 80% من بذور حيث تمتلك كل جمعية مساحات كبيرة خاصة بها يتم زراعتها بمحصول القمح وانتخاب هذه البذور، مشيرا أن المزارعين توجهوا لزراعة القمح من خلال ما توفر لديهم من بذور من الجمعيات،.
مشيدا بدور المحافظ في مساندة الجمعيات وتقديم دعم مالي بمبلغ 100 مليون ريال وزعت على الجمعيات الأربع والذي ساهم في شراء بذور في البداية من المؤسسة العامة لإكثار البذور في ذمار كبداية، وكذلك في شراء بذور للثوم هذا في السنة الماضية تم توزيعها على المزارعين بعد الحصاد تضاعفت هذه البذور واصبح هناك بنوك بذور في هذه الجمعيات واصبح في مخازنهم كميات كبيرة من البذور وزعوها على المزارعين وبالتالي أصبحت المساحات المزروعة بالحبوب متضاعفة.
واشاد المهندس علي القيري بفكرة انشاء جمعيات القطاعات، بحيث يكون لكل قطع جمعية، مؤكدا نجاح التجربة، مشيرا أن هذه التجربة يتم نقلها إلى المحافظات الحديدة وريمة وغيرها، مبينا أن دور الجمعيات ليس مقتصرا على المشاريع الزراعية فقط، بل سيكون لها ادوار في مجال المياه والطرقات وغيرها، واوضح ان الجمعيات ستقوم خلال الايام القادمة مع فروع مكاتب الزراعة في المديريات بعملية حصر للمزارعين الذين يمتلكون أراضي صالبة، والمزارعين الذين يمتلكون مياه، بهدف ايجاد قاعدة بيانات حقيقية.
الثورة الزراعية
وعن الثورة الزراعية وما قدمته للزراعة في محافظة صنعاء اوضح القيري أن الثورة الزراعية نتج عنها اعمال ومشاريع وانشطة وبرامج زراعية كبيرة في محافظة صنعاء، من أهمها انشاء الجمعيات وتدريب فرسان التنمية كذلك القيام بعمل عدد كبير من المبادرات المجتمعية في مختلف المجالات الزراعية في كل المديريات..توسع زراعة القات
اكد القيري أن شجرة القات تستحوذ على مساحة كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة في محافظة صنعاء، وللحد من زراعة القات يؤكد القيري على ضرورة تقديم محفزات للمزارعين ليتجهوا نحو زراعة الفواكه والحبوب، ومن هذه المحفزات :توفير البذور الشتلات، المبيدات والاسمدة توفير الجانب الفني تطوير الارشاد الزراعي، تفعيل التسويق الزراعي بالشكل المطلوب، حتى يجد المزارع اسواق تستوعب منتجاته، وبأسعار عادلة ، و تقديم منظومات الطاقة الشمسية بالتقسيط. مؤكدا على الدور المؤمل من الجمعيات التعاونية في تقديم الدعم للمزارعين.
ودعا القيري الى ضرورة توحيد الجهود وتكاتف الجميع لإيجاد اسواق نموذجية وتحسين جودة المنتجات المحلية ومنع الاستيراد من الخارج،.السدود
اشار المهندس علي القيري أن محافظة صنعاء من اكثر المحافظات التي تتواجد فيها سدود تقريبا 185 سدا منتشرة في مختلف المديريات الجبلية والشعاب، مؤكدا أنها تحصد كميات كبيرة من المياه ولكن الاستفادة منها قليلة موضحا بأن خطتهم القادمة للاستفادة من مياه السدود من خلال استغلال 70% من مياه السدود يتم بها ري المزارع الذي حولها من مزارع الحبوب وغيرها، عبر الجمعيات وتمويل وحدة التمويلات حيث سيتم توفير انابيب رئيسية وفرعية وتوزيع المياه بين المستفيدين، وسنبدأ بأثنين او ثلاثة سدود، كتجربة، وبعدها ننتقل الى بقية السدود والمناطق، وتطرق لعملية حصاد المياه الامطار والذي يتم العمل حاليا انشاء كريف في الضبعات في سنحان وتم انشاء سد في بدبدة مديرية جحانة، ثلاثة خزانات في مديرية بني مطر، وسد بني مجحز في همدان بمبادرة مجتمعية، وعمل دراسة لخمسة كرفانات إضافية في وادي الاجبار، هذه با تخفف من الاضرار السيول على امانة العاصمة وتحتجز كمية كبيرة من السيول.
واضاف أن الخطة ستشمل ازالة الترسبات من السدود والخزانات المائية، للاستفادة منها في حصاد مياه الامطار , ونوه القيري بدور الآلات التي تم شراؤها لوحدة التمويل الزراعي ومكتب الزراعة، وكذلك دور المحافظ الذي وجه بشراء بوكلين وشيول واثنين قلابات، مشيرا أن هذه الآلات كان لها دور كبير في تنفيذ العديد من المشاريع ومنها الطرقات والسدود والكرفانات.الثروة الحيوانية
وبين القيري أن الثروة الحيوانية هي الرديف للجانب الزراعي، حيث يبلغ اعدادها في محافظة صنعاء قرابة المليون رأسا من الاغنام والماعز والابقار ، مؤكدا انها تحظى بالرعاية والاهتمام من قبل مكتب الزراعة من خلال ايجاد وحدات للرصد بالمديريات، وتوفير بيطريين في مختلف المديريات وقد يختلف العدد من مديرية الى مديرية في بعض المديريات فيها اعداد لا بأس بها من البيطريين والموظفين الرسميين وهناك مديريات فيها قليل، واضاف أن مؤسسة بنيان قامت بتدريب عمال صحة حيوان هؤلاء العمال ساهموا في وصول هذه الخدمات البيطرية الى العزل والى القرى خاصة في المديريات الغربية , بالإضافة لتنفيذ حملة بيطرية في كل عام لحماية الثروة الحيوانية وتحصينها ضد الامراض الشائعة مثل الجذري الأغنام والماعز وطاعون المجترات الصغيرة وهناك أنشطة متعددة.
ذبح إناث وصغار المواشي
وعن حماية الثروة الحيوانية من ظاهرة ذبح إناث وصغار المواشي اشار المهندس علي أن لديهم مشروعاً في وحدة التمويل الزراعي على أساس الحد من ظاهرة ذبح الاناث والصغار ، كما تم اصدار قرار من المحافظ بتكليف 22 شخص مندوبين في منافذ ومداخل امانة العاصمة في اطار محافظة صنعاء لضبط اناث وصغار الثروة الحيوانية، بهدف تنظيم العمل بعيدا عن العشوائية , موضحا انه تم وضع آلية تكون ضامنة لحقوق الناس وتحد من ذبح الاناث والصغار ، مشيرا أن هذه الالية سوف يتم رفعها للجنة الزراعية العليا لإقرارها.
واكد القيري انه تم رصد مبلغ في وحدة التمويل الزراعي، يخصص لشراء صغار وإناث المواشي من المواطنين المضطرين لبيعها.الصعوبات والعوائق
واشار أن القطاع الزراعي متشعب ومشاكلة كثيرة وصعوباته اكثر ، مؤكدا المضي قدما بخطى ثابته في دعم المزارعين والتوسع والحفاظ على سعر السلعة وزيادة قيمتها واستفادة المزارع ، مشيرا أن القطاع الزراعي يحتاج إلى وقت طويل حتى تنميته وتطوره لنصل إلى للاكتفاء الذاتي سواءً في محافظة صنعاء واليمن كاملا ولكن طريق الالف ميل تبدأ بخطوة، والتي بدأت في محافظة صنعاء من خلال انشاء الجمعيات والتي ساهمت في توفير البذور ، وكذلك ساعدت وحدة التمويلات التي انشأتها اللجنة الزراعية ، في كل المحافظات وخصص لها تقريباً 35% من الإيرادات المحلية داخل المحافظة هذه التمويلات سوف تسهم في زيادة عدد المبادرات المجتمعية والتي سيكون لها دور كبير في احداث تنمية زراعية كبيرة في اليمن حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي، مؤكدا ان التحديات والعوائق لن تقف عائقا امام تحقيق هذا الهدف، بل العكس تم تحويل التحديات إلى فرص للنجاح بفضل الله سبحانه وتعالى وتوجيهات وموجهات القيادة الثورية بقيادة السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله والقيادة السياسية برئاسة المشير